في الصميم
حسن أحمد حسن
واحدة من القصص الحقيقية المؤلمة: مطلقة، لديها ثلاثة أطفال.
قابلت شابًا لم يسبق له الزواج، أحبها بصدق، وأحبته من أعماق قلبها. أصبحا يلتقيان كثيرًا، وقد زاد حبها له لأنه عامل أطفالها بود وحنان لم يجدوه حتى من والدهم، فازداد تعلّقها به وتمسّكها به أكثر.
لكن والدته وصلها الخبر، وبطريقتها الخاصة، حصلت على رقم هاتف المطلقة.
سألتها بصراحة:
"فيه إيه بينك وبين ابني؟"
ردّت المطلقة بشجاعة وثبات، من دون لف أو دوران:
"أنا أحببت ابنك، وابنك حبّني، ومتفقين على الزواج."
فقالت الأم:
"ما عندي مانع يتزوجك... لكن بشرط."
سألت المطلقة: "وما هو الشرط؟"
قالت الأم:
"ابني شاب، ولسه صغير، ولم يسبق له الزواج. شرطي الأساسي الذي لا أتنازل عنه: أن يتزوج أولًا من فتاة لم يسبق لها الزواج، ثم بعد ذلك يمكنه الزواج بكِ."
قالت المطلقة: "إذا ابنك موافق، فأنا موافقة."
لكن قبل أن تنتهي المكالمة، تغيّر الموقف فجأة.
قالت الأم بحدّة:
"إنتِ مطلقة، ومعاكِ أطفال... ولو فيكِ خير، ما كان طلقوكِ! وأفضل لكِ تبعدي عن ولدي، شوفي حالك بعيد عنه."
المطلقة المسكينة لم تعرف ماذا تفعل...
الشاب ما زال يتواصل معها، مصرّ عليها، ومؤكّد التزامه بها. قال لها:
"استني... حنتزوج، لأنك حب عمري."
وهي الآن في حيرة من أمرها... هل تنتظر وعده؟ أم تنساه وتمضي؟
سنكمل الحكاية لاحقًا، بعد أن نرى كيف يسير الزواج الأول، وفي أي اتجاه...
للأسف، لا يزال المجتمع ينظر إلى المطلقة نظرة دونية، وكأنها دائمًا السبب في الانفصال، ويحملها وحدها كل الإخفاقات، خصوصًا إذا كانت أمًا.
تُلام، تُنتقد، وتُحاصَر، بينما تُنسى التفاصيل، وتُغفل الحقيقة.
لله دركنّ أيها المطلقات.
ونصيحتي لكنّ:
كوني "الاختيار"... لا "الاحتياط".
0 التعليقات