أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
......................
بطولة ما يُسمى بالنخبة بدأت وانتهت بالمباراة التي جرت عصر امس، لأن المباراة بين الهلال والمريخ،
وهلال مريخ بطولة لوحدها ولذاتها، بل هي عيد كبير تُفتح له أبواب البيوت، وتُحسب لمقدمه الأيام والساعات.
واليوم أُقيمت مراسم العيد على ملعب دامر المجذوب، وكان للمكان دلالته، كيف لا، وللهلال محاذيب دراويش يتحلّقون حول بؤرة ضوئه،
وقد شهدتهم على مدرّجات استاد الدامر، وقد استبدّ بهم الطرب، وسما بأرواحهم عطر الدامر المصاحب للحناء، التي تنبت على أرضهم كالحنطة عند مدالق السيل.
سبقت مراسم اللقاء أقوال هنا وهناك، كان حظ أهل المريخ من طول اللسان أكبر، واحتوتهم غاشية غرور، فكانوا بالقول واللسان الطويل يُحاكون صولة الأسد، ويتباهون بفرصتي الفوز أو التعادل،
بينما كنا نردد:
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وعندما نزل الفتية أرض النزال، ودارت الرحى، ولعب فتياننا بالكرة،
ولاعبو المريخ لعب الصوالج بالأُكَر، وأخذوهم ذات اليمين مع الصغير أحمد سالم، الجِنّي الموريتاني، وذات اليسار مع كلود، الجان البوروندي، ووسطًا مع روفا وفتى الأدغال بوغبا، وفارس النزال صلاح عادل،
وهبّت عواصف المقدمة يقودها الغربال.
دارت رحى الحرب على المريخ، ودارت الراحة بعقلي، وأخذت النشوى تسري في عروقي، وأصبحت في ذمة الواعين من حولي.
يا إلهي، لله دَرّك يا هلال، ما هذا الذي تفعله بمن كان يعتبر نِدًّا لك؟
ولكن، هذا ما توقّعته وراهنت عليه في كتاباتي قبل اللقاء،
إذ قلت: إن مجرد ظهور الغربال، وروفا، وكلود، وأحمد سالم، سيفعل بلاعبي المريخ سَواة العاصفة بـ"ساق الشتيل الني"،
وسيفعلون بهم فعل السيل الكتِّي يكسح ما يفضل شي. وهذا ما كان.
وقلت متوعدًا على لسان الشاعر ود بادي:
اللِّيلة بتشوفو البدع
واللِّيلة كل شجرا كبار وجوفو ناقرو السوس بقع
وأخيرًا:
قارئ "آكشن سبورت"، عُذرًا إن لم تجدني كما عهدتني،
فأنا لا زلت تحت تأثير جرعة تخدير زائدة، إثر الهدف الرابع.
وأخيرًا جدًا:
أقسمت عليك يا شعب الهلال أن نكتفي بهدف واحد، ونُهدي الثلاثة الأخرى لحلفا، علّه يشمّ لها عبيرًا وعطرًا، بدلًا عن تلك الأهداف الخشبية التي أهداها للمريخ. وإلى لقاء قادم بإذن الله.
0 التعليقات