بطولة النخبة.. لا للمجاملات بعد اليوم!
حسن بشير
إطلاقاً، لستُ متفاجئاً من نتائج المريخ المتقلبة في بطولة دوري النخبة، فقد أشرنا مسبقاً إلى أن التعامل مع هذه البطولة يجب أن يكون واقعياً لا انفعالياً، فالفريق لم يبلغ بعد مرحلة الكمال الفني التي تتيح له فرض هيمنته الكاملة أو تحقيق الفوز في كل المباريات.
نعم، من حيث الإعداد وتوفير المستلزمات، يُعد المريخ من أفضل الفرق في البطولة، وربما لا يسبقه إلا الهلال في هذه الجزئية، لكن كل ذلك لا يُغني عن أهمية الواقعية الفنية والتكتيكية لكسب الإيجابيات تدريجياً.
أحد أبرز الدروس من هذه البطولة هو التأكيد على حاجة المريخ لمهاجم هدّاف.
غياب اللاعب قباني كشف هشاشة خط الهجوم، وبيّن أن تعويضه ليس بالأمر السهل.
وبالتالي، على لجنة الكرة – إن كانت موجودة فعلاً – أن تتحرك فوراً، أو على الأقل يتحرك الرئيس عمر النمير المعروف بتدخله المباشر في الشأن الفني والصفقات، للبحث عن مهاجم حقيقي يُحدث الفارق.
لكن بشرط: أن يمتلك اللاعب الجودة الفنية العالية، لأن الواضح أن رئيس النادي، من خلال بعض الصفقات السابقة، لا يمتلك العين الفاحصة لاختيار اللاعبين الأجانب، وهذا ليس عيباً، فهذه مهمة المتخصصين، ولا بد من احترام أدوارهم.
الفريق بحاجة ماسّة إلى عمل تكتيكي مكثف وجهد فني أكبر من المدرب شوقي غريب، فهو مطالب بأن يتعامل مع بطولة النخبة كفرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة وتحقيق المكاسب الفنية، خصوصاً أن المريخ مقبل على استحقاقات قارية لا تحتمل المجاملة أو أنصاف الحلول.
أحسن مجلس الإدارة صنعاً بقرار إيقاف اللاعبين السماني الصاوي ومعتز التوزة، فغياب الأول غير مبرر إطلاقاً، ما دام النادي قد أوفى بكل التزاماته تجاهه. وإذا كان السماني لا يرغب في الاستمرار مع المريخ، فعليه أن يوضح موقفه علناً بدلاً من سياسة التغيّب الغامض.
غياب السماني فتح باب التساؤلات والاستفهامات، لدرجة أن هناك من داخل مجلس الإدارة من يشعر بأن اللاعب يتعمّد الغياب، وربما باتفاق غير مُعلن مع رئيس سابق للنادي، وهو أمر – إن صح – يستحق وقفة صارمة.
أما معتز التوزة، فالأسباب التي أدت إلى خروجه من المعسكر مضحكة وغير مبررة، لأن اللاعب لم يكن يوماً من اللاعبين المؤثرين، بل ومنذ التعاقد معه وهو مثار للجدل أكثر من كونه صاحب عطاء داخل الميدان.
فمن انضباط غائب، إلى مطالبات مالية، إلى انسحابات غير مبررة.. كلها سلوكيات تفرض العقوبة، لأنه لا أحد أكبر من المريخ.
من أراد أن يفرض نفسه في كشف المريخ، فعليه أولاً أن يُقنع الجهاز الفني. فالمريخ لا يتعاقد مع اللاعبين لحل مشاكلهم الشخصية!
وللتاريخ، شقيقه محمد هاشم التكت قدم مستويات طيبة مع الفريق، وكان من أعمدة المدرب غارزيتو.
أما معتز، فكل شهر له قصة ومشكلة، ولا صوت له إلا في الأزمات.
العهد الحالي للمريخ يخلو من النجم “السوبر” القادر على فرض اسمه وثقله، فكل الأسماء متقاربة، والفارق تصنعه الروح والعطاء، لا الأسماء.
آن الأوان لنهاية مسلسل المجاملات، فلم يعد هناك متسع للمزيد من “الجودية” في الشأن الفني.
أخيراً، من أراد أن يرتدي شعار المريخ، فعليه أن يحترم النادي وجماهيره قبل إدارته.
نقلا عن آكشن سبورت
0 التعليقات