لم نخسر قضية واحدة.. والغينا "مادة " بقرار دستوري
تراكم الخبرات وتواصلنا مع الرموز صنع الفارق
الإصلاح لا يتحقق بالشعارات بل بتنفيذ الأنظمة بصرامة
الهلال عِشرة في القلب.. والظروف أجبرتنا على الابتعاد
حوار: إبراهيم عوض
يعود الأستاذ عماد الطيب، الأمين العام السابق لنادي الهلال، إلى الواجهة بعد غياب، ليتحدث بصراحة وشفافية عن أهم محطات عمله داخل النادي، في فترة كانت حافلة بالتحديات القانونية والإدارية. لم يكن مجرد إداري تقليدي، بل كان في قلب الأحداث، حاملاً ملفات الهلال من قاعات الاجتماعات إلى ساحات المحاكم، مدافعًا شرسًا عن حقوق الكيان الأزرق.
يتناول العمدة في حواره مع "آكشن سبورت" أسرار أبرز القضايا التي خاضها باسم الهلال، ويستعرض كيف تمكن من تسجيل انتصارات قانونية لافتة، كان لها أثر مباشر في حفظ مكانة النادي ومكتسباته. كما يتحدث عن علاقته بالرئيس الأسبق صلاح إدريس، وكيف أثرت تلك العلاقة على الأداء التنفيذي داخل النادي، فضلًا عن رؤيته الواضحة لمسألة الإصلاح الإداري، التي يراها جوهرًا لأي نهضة مستقبلية.
لا يكتفي عماد الطيب بالسرد، بل يوجه رسائل مهمة لجماهير الهلال، وللقيادات الحالية، مؤكدًا أن خدمة النادي تظل واجبًا لا يسقط بالتقادم، وأن الهلال سيظل عِشرة في القلب مهما تغيرت المواقع.
1. أين الأستاذ عماد الطيب؟ اختفيت لفترة طويلة عن المشهد الهلالي، فما الأسباب؟
– لم أختفِ طوعًا، فالهلال في دواخلنا عشق وهَوى، لكن الظروف المعلومة، كحال كثيرين من أهل السودان، أجبرتنا على الابتعاد مؤقتًا.
2. هل كانت مساهماتك في الهلال مرتبطة فقط بالعمل التنفيذي، أم لديك أدوار أخرى لم تظهر للجمهور؟
– بالتأكيد هناك أوجه متعددة للمساهمة حتى وأنت بعيد عن دولاب العمل التنفيذي. الهلال فرض عين على كل هلالي، سواء طُلب منك ذلك أم لا.
3. خلال فترتكم كأمين عام، ما أبرز القضايا القانونية التي خاضها الهلال؟
خضنا قضايا كبرى مثل قضية "كواريزما وإنداي"، وأخرى حول استجلاب "إدوارد سادومبا" في منتصف الموسم حين تُقبل فقط البطاقة الدولية في ديسمبر. رغم خلافات الاتحاد، وافق على تلك الاستجابات، واستفادت منها جميع الأندية لاحقًا.
وأبرز قضية كانت ضد الاتحاد حول المادة 14 التي منع مشاركة أكثر من لاعب مجنس في المباراة، وتم خصم نقاط، لكننا قاومنا قضائيًا لدى المحكمة الدستورية ونجحنا في إلغاء المادة واستعادة النقاط، ضمن سابقة قانونية كُتبت في مجلة الأحكام القضائية وتُدرّس في كليات الحقوق.
4. هل خسرتم أي قضية؟ وما الدروس المستفادة؟
– الحمد لله لم نخسر أي معركة قانونية. الدرس هو أهمية التحضير الدقيق، والاحتكام للقانون والحكمة في الإدارة.
5. كيف تقيّم أداء اللجنة القانونية آنذاك؟ وهل كانت هناك تدخلات سياسية أو رياضية؟
– لم تكن هناك أي تدخلات سياسية. المجلس جاء بالانتخاب ثلاث دورات متتالية، وجمهور الهلال الكبير وقف خلفه بثقة.
6. كيف برزت كأمين عام رغم قلة الخبرة التنفيذية؟
– توفيق الله أولًا، ثم التواصل مع رموز الإدارة، وممارسة العمل من روابط المشجعين إلى القطاع الرياضي، ومع كل مجالس الإدارة. القرب من رموز مثل رئيس الهلال الراحل الطيب عبدالله، ومرافقة قطب الهلال الكبير عثمان أبو نضارات، كانت نقطة فارقة.
7. يقال إن العمل مع الأرباب صلاح إدريس ساعد في بروزك. كيف كانت التجربة؟
– نعم، صلاح إدريس رجل مؤسسي مخلص، يعشق الهلال بصدق، وكان العمل معه بيئة نجاح طبيعي لكل من عمل في مجلسه.
8. لماذا اختلفت وابتعدت في الدورة الثانية معه؟ هل لخلافات فكرية؟
– أبداً. أكملنا دورتين معًا. في الدورة الثالثة، الرجل قرر الترشح لرئاسة الاتحاد العام، رغم معارضتنا—وبالرغم من نجاحه، إلا أن المسار الكروي السوداني لم يتحقق كما تصورنا.
9. هل شعرت بأن بعض أعضاء المجلس كانوا ضد تأثيرك؟
– إطلاقًا لا. كنا مجموعة مترابطة في التقدير والمحبة، وهذا ظهر جليًا في الإنجازات التي تحققت.
10. ما العوامل التي ساعدت الفريق على الوصول لنصف نهائي دوري الأبطال؟
– حافظنا على استقرار فريق الكرة، استراتيجية واضحة، متابعة التسجيلات، الاستقرار الفني، تطبيق الاحترافية في المعسكرات، واختيار اللاعبين الأجانب بدقة، كل هذا ساوى إنجازًا قارياً حقيقيًا.
11. وفي رأيك، ما الذي ينقص المجلس الحالي لتحقيق إنجاز قاري مماثل؟
– التحية للأخ هشام السوباط رئيس النادي ومجلسه. الظروف صعبة بسبب الوضع العام، وكذلك تحديات جذب لاعبين أجانب. ندعو الله أن يزول الغمة ويعود السودان كما يجب أن يكون.
13. كيف تفسر صمت الإدارة الحالية تجاه قرارات الاتحاد الأخيرة ؟
– الرفض يقينًا واجب في حال المساس بحقوق الهلال، تاريخيا كنا وما زلنا ندافع عن حقوق الآخرين، ولا نقبل بأقل من حمايتها في كل الميادين.
14. هل ترى أن الاتحاد يعامل الهلال بسياسة "الكيل بمكيالين"؟
– كثير من العرب لا يقبلون او يتهاونون المساس بحقوق ناديهم. الهلال يدافع دائمًا عن الأندية الأخرى، فلن يقبل بأن يُظلم هو.
15. ما تفسيرك لصمت الهلال بعد خسارة المريخ أمام مريخ الأبيض وقبول شكواه؟
– هذا مثال واضح على ضرورة وجود دفاع قانوني قوي في الإدارة. الهلال لا يقبل ظرفًا عفوياً أو متهاونًا في حقوقه.
16. هل الإدارة الحالية بحاجة إلى مستشارين قانونيين أقوى؟
– أكيد. وجود مستشارين قانونيين أكفاء واجب لحماية النادي.
17. لو طُلب منك العودة كمستشار، هل توافق؟ ما شروطك؟
– العمل للهلال شرف وواجب، والانتماء شرط. الهلال الآن لديه مجلس منتخب. أتمنى لهم التوفيق والالتزام ببرنامجه الانتخابي، وأنا بالجاهزية للدعم بحسب الحاجة والوضوح في المهام.
18. كيف تقيّم تجربة التعاقد مع اللاعبين الأجانب مؤخرًا؟
– لم أذكر تفاصيل إنما التعاقد يجب أن يكون مدروسًا بالكامل، وفق حاجة الفريق بعناية ووضوح.
19. ما الإصلاحات الإدارية والقانونية المطلوبة؟
– المطلوب:
• عمل جماعي من أعضاء المجلس.
• التمسك بالنظام الأساسي والمهام المحددة لكل عضو.
• نجاح الجميع مسؤولية جماعية.
• تقدير قطاعات النادي كافة—من الإدارة التنفيذية حتى العمال—فهم جنود الهلال الحقيقيون.
20. رسالتك لجماهير الهلال؟
– الجماهير لهم مكانة لا تُنسى. علموني العشق والتفاني الذي لا يخضع لأي حسابات. لهم كل التقدير والاحترام، فهم القلب النابض الحقيقي للهلال.
0 التعليقات