بهدوء
علم الدين هاشم
لم تكن الجولة السادسة من دوري النخبة مجرد محطة عادية في مسار البطولة، بل شكّلت شرارة فجّرت سيلًا من الجدل والتكهنات، بعد أن دخلت الأندية في حسبة معقدة لترقُّب السيناريوهات المحتملة لمواجهات الجولة الختامية، لاسيما مباراة القمة بين المريخ والهلال، ومواجهة الزمالة ضد أهلي مدني.
هذا الحراك لم يكن طبيعيًا، ولا الجدل رياضيًا بحتًا؛ فالمسبب الرئيس لهذه البلبلة هو التصريح المثير للدهشة الذي أطلقه رئيس لجنة المسابقات محمد حلفا، حين تحدث عن إمكانية حسم اللقب عبر نتائج المواجهات المباشرة حال تساوي الفرق في عدد النقاط!
تصريح صادم، لأنه يكشف عن واحدة من أعقد مشكلات الكرة السودانية: غياب اللوائح الواضحة. فكيف لرئيس لجنة المسابقات – المسؤول الأول عن تنظيم بطولة تحدد هوية ممثلي السودان أفريقيًا – أن يدلي بمثل هذا التصريح قبل أيام من نهاية المنافسة دون وجود مرجعية لائحية معلنة تحكم المسابقة؟
الواقع يُشير إلى أن اتحاد الكرة دخل هذه البطولة بلا خريطة قانونية واضحة؛ فلا توجد لائحة منشورة تبيّن آلية حسم الترتيب عند تساوي النقاط. ولو وُجدت، لما اضطر حلفا إلى اجتهادات شخصية فتحت أبواب التشكيك والبلبلة.
أما التذرّع بلائحة الدوري الممتاز فلا مكان له، لأن البطولة الحالية لا تُقام بنظام الذهاب والإياب، بل هي بطولة استثنائية تهدف فقط لتحديد ممثلي السودان في البطولات القارية.
لن نخوض في سيناريوهات التتويج، فمباراة القمة بين الهلال والمريخ لها حساباتها الخاصة وتُعد بطولة قائمة بذاتها، لكن المؤكد أن لجنة المسابقات ستجد نفسها في مهب العاصفة إذا تساوى الفريقان في النقاط دون وجود لائحة تحسم الأمر بوضوح.
ما نحتاجه الآن ليس الحسابات المعقدة، بل أن يحترم الاتحاد أنديته عبر وضع لائحة معلنة قبل انطلاق أي بطولة، حتى تكون كل الأندية على بيّنة من حقوقها وواجباتها
0 التعليقات