وهج الحروف
ياسر عائس
تناول الأخ رئيس التحرير في العدد السابق موضوعًا في غاية الأهمية، يتعلق بالطريقة التقليدية التي يُدار بها نادي الهلال، والتي لا تتناسب مع اسمه ومكانته وتاريخه وعراقته كأحد الأركان المهمة في السودان وإفريقيا والوطن العربي، بالنظر إلى ما قدمه من مستويات ومشاركات لافتة.
الطريقة الحالية لا تقتصر على حجب المعلومات عن الإعلام ضمن سياسة التكتم وإغلاق التسريبات، بل تشجع الصحافة النشطة على اجتراح وسائل بديلة للحصول على المعلومة. فعلى سبيل المثال، تسرب خبر تعاقد الهلال مع اللاعب الكونغولي لوزولو عبر موقع النادي ومن خلال التواصل المباشر مع وكيله. وكما أشرنا سابقًا، فإن التعاقدات تشمل أربعة أطراف: الناديين، واللاعب، والوكيل. فإذا أغلق المهندس العليقي صنبور الأخبار، ومنع تدفقها للإعلام، وبخل بها الموقع الرسمي، فإن الصحفيين قادرون على اقتحام الأبواب المغلقة والوصول إلى الخبر الصحيح.
الخطورة لا تقتصر على حجب المعلومة، بل تتعداها إلى سعي العليقي لاحتكار العمل الإداري بشكل مباشر، وتجهيل بقية أعضاء المجلس، وتغييب المعلومات عنهم، مما يؤدي إلى إحراجهم أمام الرأي العام، وتحويل الإدارة إلى جزر معزولة لا رابط بينها.
حتى الأمانة العامة، المعنية بالإشراف على الموقع الرسمي وإدارة الإعلام وتزويده بالأخبار والتصريحات والقرارات، غطّت في غياب عميق، وأصبح كل ما يُنشر عن النادي من اجتهادات الزملاء في المنسقية الإعلامية، رغم أن المجلس خصص قطاعًا كاملاً للإعلام والعلاقات العامة وأسند رئاسته للمهندس رامي كامل، نائب الأمين العام.
ما يقوم به العليقي قد يقود إلى تصدّع كبير في بنية المجلس، في ظل غياب الرئيس عن الفعل اليومي، والدليل على ذلك أن العضو عمار الزبير رفض بيان الاتفاق مع المريخ، وأكد أنه لم يخضع للنقاش أو يصدر بقرار رسمي من المجلس.
الوضع في الهلال ينذر بالخطر، وهو قابل للانفجار، ثم الاشتعال.
ما يحدث ليس احتكارًا لأخبار الهلال، بل احتكارًا للهلال نفسه.
خروج نائبي الرئيس والأمين العام للإعلام، وتصريحهم للصحف حول التسجيلات، تم بضغط من الإعلام بعد غياب الصوت الرسمي للمجلس.
وكان الإعلام محقًا عندما اتهم المجلس بالتقصير في الجانب الإعلامي، وتعمد تغييب المعلومات عن أنصار النادي.
حتى الفشل في بث فيديو مباراة الأمل – مهما كانت الأسباب – كان يمكن أن يُذكر كخبر رسمي في موقع النادي.
0 التعليقات