عدد الزوار: 567,720

تابع آخر أخبار الرياضة من صحيفة أكشن سبورت – تغطية مباشرة وتحليلات مميزة لجميع البطولات المحلية والعالمية.

قبل القمة.. حديث البوح والذاكرة!

الصورة
أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد

أجبرتنا ظروف هذه الحرب القاسية وأضرارها الفاجعة – وللحرب أقدار وأضرار – على النزوح، فتفرّق جمعنا أيدي سبأ، وتشتّت شملنا إلى صحراء وغابة.
وطالت حالة النزوح الاضطراري حتى أنديتنا الكبيرة، فهام الهلال والمريخ يضربان في فجاج الأرض، يبحثان عن ملعب وسكن.
وكانت أرض الشناقيط أريحَ سكنٍ لطيور السودان المهاجرة – رحم الله وردي وصلاح أحمد إبراهيم – فقد كانا يمهّدان للطير المهاجر أرض السودان: "أريحُ سكن"، ثم تبدّل الحال، وأصبحنا نبحث عن وطن!
عفوًا وعذرًا على هذا الاستطراد، لكنه لسان البوح الذي نغالبه فيغلبنا.
سلامٌ على أرض الشناقيط، وحيّاكِ الله يا أرض الخير، عارض سعدٍ يمُرّ ويُمرِع ويروي ويُشبِع.
لعبنا في الدوري الموريتاني موسمًا كان عنوانه الحب والإخاء والمودة.
وكانت تلك البطولة مناسبة عظيمة لإقامة الحجة بيننا وبين بني عمومتنا، ولإظهار الفوارق بين من يأكل بيده فيشبع، وبين من ينتظر فتات صافرات الحكام وظلم اللجان، فيظل طول عمره خانعًا جائعًا!
لقد كانت بطولة الدوري الموريتاني – التي نلنا درعها الشرفي، وعبرنا في ختامها ممر فريق "أسنيم" العظيم – تذكرةً لمن أراد أن يتذكر: الفرق بين البطولات التي تأتي بالجهد والفن والعرق، وتلك التي تُجلب من المكاتب لتلافي عثرات فريقهم "المريخ الكسيح"، وما أكثر عثراته وكبواته!
لقد أفصحت صفحة "روليت" البطولة الموريتانية عن حقيقة طالما رددناها، ولم نملّ تكرارها: أن المريخ، لولا الحكام ولجان الظلم ومكاتب الظلام، لكان موقعه الطبيعي في منتصف الروليت، في أي منافسة أو مناسبة.
وأن وصافته الدائمة للهلال لم ينلها ببذل وجهد حلال، بل بالصافرات واللجان، منذ عهد سمير فضل – غفر الله له – إلى عهد حلفا – هداه الله.
وها نحن اليوم نعود لممارسة النشاط في بلادنا، وها هي "حليمة تعود إلى قديمها"!
تُكشف الشكاوى للأحمر، فيُمنح النقاط، ويُكيل له بعير من الأهداف المصنوعة، والتي قلنا عنها سابقًا إنها مثل ورود البلاستيك: لا رائحة لها، ولونها باهت، وعليها غُبرة!
عدنا لنمارس أنبل وأطهر وأجمل نشاط، وهو كرة القدم، التي يستمتع بها كل العالم، إلا نحن، حيث نمارسها تحت حاكمية اتحاد لا يعرف سوى المحاباة والموازنات التي أقعدتنا، ولا يُجيد سوى حبك اللوائح وطبخ المواد التي أبعدتنا عن ركب الأمم.
ومن العجب أن يسمّونها "قانونية"!
عدنا لممارسة النشاط تحت حاكمية اتحاد لا أقول ضربه الفساد، بل أزعم أنه ضرب أوتاده، وأقام أعقابه على ظهر الفساد، وأقام له المواسم والمراسم و"النُخب"، ثم مدّ لسانه للشرفاء من أمثال الأستاذ محمد الشيخ – شفاه الله وعافاه – والبروف شداد – عمره الله وحفظه – والأستاذ عمر البكري أبو حراز – نضّر الله وجهه وأطال عمره.
عدنا، وعادت بنا الأيام السوداء، لنرى "حلفا" يدعم بكلتا يديه "راكوبة" المريخ المتهاوية والآيلة للسقوط.
ولكن هيهات!
يا حلفا، هوِّن عليك ووفر جهدك، فمهما فعلت، لن تمنع المريخ من السقوط متى ما أُقيم التنافس على ميزان قسطٍ وعدل.
ودونك الدوري الموريتاني، ومن قبله دوري أبطال إفريقيا!
هناك يا حلفا، تسقط أقنعة الزيف، ويزول مكياج الخداع.
مالي وحلفا والاتحاد؟!
واليوم يجمعنا بالمريخ لقاء "المحنة" – آسف، أقصد "النخبة" أو "أنخاب الفشل" التي تلازمنا!
وشواهد هذا اللقاء، والنظر إليه بواقعية وعقلانية ومنطق – إن كان للمستديرة منطق – تقول بلسان شاعرنا الكبير ود بادي:
الليلة بتشوف البدع
والليلة كل شجرا كبار
وجوفو ناقرو السوس بقع
اليوم، بإذن الله تعالى، تضع خيل الفرسان سنابكها فوق "قوانين فقه الضرورة" ومواد... خلوها مستورة!
اليوم، لو عقلت "المجنونة" وقالت: نعم، سيفسح لنا التاريخ ممرًّا جديدًا يمر عبر مدن ولاية نهر النيل، هذه الولاية التي يقف التاريخ أمام عظمتها خاشعًا وشاهدًا.
ستفسح الولاية لأبطالنا ممرًّا جديدًا يطوف أريافها وقراها وفرقانها، وستغني له حسان الولاية بتصرّف:
سمحة الهيبة فوق الهلال
كما كانت "سمحة الهيبة" فوق مختار ناظر العبيدية – رحمه الله وأحسن إليه.
اليوم ستكون للفرسان كلمتهم، بإذن الله.
دعك اليوم من الغربال، وكلود الجان، وروفا الفنان، والكاسر ياسر.
دعك من هؤلاء، فشأنهم معروف، ومجرد ذكر أسمائهم يُسوي بأقدام بني الأحمر سواة العاصفة بساق الشتيل الني، وفعل السيل وقت "بكسّح" ما بيفصل شي!
فقط، سأذكّر بني الأحمر بأسماء فرسان ستكون لهم الصولة والجولة اليوم:
تذكروا بوعبا، وصلاح عادل، وأرنق، والطيب عبد الرازق، ولا تنسوا الفارس مازن ورفاقه الغرّ الميامين.
وإلى لقاء، ترتفع فيه فوق سارية ملعبه راية الهلال، بإذن الله تعالى.
شارك عبر:
img
الكاتب

نادر الزبير

مدير عام آكشن سبورت

المقال السابق
المريخ عنوان للمجد

0 التعليقات

أضف تعليق

سيظهر اسمك وتعليقك فقط للجميع