كلمة حرة مباشرة
عصام الخواض
حين تتوقف المدافع، لا يعود كل شيء كما كان. تصمت المدن، لكن الضوضاء تستمر في دواخلنا: صوت الماضي، صرخات الخسائر، ووجع الرحيل. نفتح أعيننا على عالم جديد، لكننا نحجم عن السير فيه. ليس لأن الطريق مسدود، بل لأننا نخشى الخطوة الأولى.
الناس تظن أن عكس الحياة هو الموت، لكنه ليس كذلك. الموت جزء من دورة الحياة، استمرار لها بوجه آخر. أما الخوف... فهو الانقطاع عن الحياة نفسها. الخوف من البداية الجديدة هو ما يسلبنا القدرة على النهوض.
نحن أبناء الحرب، نحمل في صدورنا مدنًا مهدّمة، وذكريات تتقاطر كالمطر على أرواحنا. صار الخوف جدارًا نختبئ خلفه: خوفًا من أن نحاول فنفشل، من أن نبني فينهدم من جديد، من أن نواجه العالم بوضعنا الجديد، بأيدينا الفارغة وقلوبنا المثقلة بالخذلان.
لكن لنعترف: لا خلاص إلا حين نكسر هذا الخوف.
البداية الجديدة لا تطلب منا أن نكون أقوياء، بل أن نكون صادقين مع أنفسنا. أن نقول: نعم، نحن خائفون... لكننا لن نترك الخوف يصنع مصيرنا.
في كل بداية فرصة صغيرة لأن تزهر الحياة. والذين يعبرون جسر الخوف هم وحدهم الذين يعرفون طعم الحرية
0 التعليقات